العلاقة الجميلة بين الأردن والشوكولاتة

تحتوي ثقافة وعادات الدول العربية على تراث عميق القدم وغني النكهات فيما يخص صناعة الحلويات لعدة أسباب من أهمها توافر المكونات الأصلية والفريدة، واحتراف السكان لصناعة الحلويات منذ القدم وتوارثها جيلاً بعد جيل. بالإضافة إلى ثقافة الضيافة والسخاء المتأصلة في الدين والقيم والعادات والتقاليد للبلدان العربية كافة. وبلا شك المملكة الأردنية الهاشمية إحداها.

في الأردن تنوع كبير لأصناف الحلويات التقليدية، والنكهات الشهية، ولهذا تصدرت الأردن مكانة مرموقة بين الدول في صناعة وإنتاج الحلويات الشرقية الفاخرة.

من ناحية أخرى، تتمتع الشوكولاتة بعلاقة أحدث، ولكنها لا تقل أهمية بالثقافة العربية عامة والأردنية خاصة.

الشوكولاتة في أرقام ..

هناك تزايد ملحوظ في واردات الأردن على منتجات الشوكولاتة، حيث يطلب الأردنيون مجموعة متنوعة أوسع من الخيارات عالية الجودة. وفقا لمنصة Observatory of Economic Complexity (OEC) وهي منصة تابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي تعنى برصد جغرافية وديناميكيات الأنشطة الاقتصادية وتنشرها كبيانات عبر الانترنيت. حيث احتلت الأردن عام 2022 بحسب آخر إحصائية في المنصة، المرتبة 57 من أصل 225 دولة حيث استوردت الأردن ما قيمته 123 مليون دولار من الشوكولاتة.

الناس في جميع أنحاء العالم يحبون الشوكولاتة، وفي الأردن اعتلت صناعة واستلاك الشوكولاتة الفاخرة حيزاً ذائع الصيت في ثقافة البلاد فهي منتج يجذب حواسك الخمسة، وينقلك إلى أكثر المشاعر الراقية كترف السعادة ورفاهية اللقاء وجمال الحب.

اللمسة الأردنية على الشوكولاتة..

مع تزايد عشق الأردنيون للشوكولاتة، ابتكر الصناع المحليون ابداعات فريدة للشوكولاتة بمزجها بالنكهات الشرق أوسطية بطرق مبتكرة. الارتقاء بالشوكولاتة لمستوى آخر يرضي الذوق المحلي ويعكس الهوية التراثية للبلد كان بفضل توفر المواد من أعشاب عطرية، أو مكسرات غنية أو فواكه لذيذة مثل الهيل وماء الورد وزهر البرتقال والفستق وحتى الزعتر .. وغيرها. يعكس هذا المزج بين النكهات التراث المطبخ الأردني بينما يقدم تجربة جديدة ومتطورة لمحبي الشوكولاتة.

متاجر الشوكولاتة..

أصبحت متاجر الشوكولاتة المتخصصة أكثر شيوعاً في المولات والأسواق والمحلات التجارية. بدأ رواد الأعمال المحليون أعمالهم الخاصة بالشوكولاتة، مستفيدين من الطلب المتزايد ومساهمين في قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة. كما نمى بشكل ملحوظ انتاج الشوكولاتة المصنوعة في الأردن والعلامات التجارية الحرفية المحلية المصنوعة يدوياً وعالية الجودة التي تجذب الأذواق المحلية والدولية.

الشوكولاتة جزء من المناسبات في الاردن..

نجحت الشوكولاتة بمنح الجميع لحظات من المتعة والبهجة في كافة المناسبات التي يحييها المجتمع الأردني حيث لا تخلوا مناسبة من تقديم أصناف من الشوكولاتة على موائد المحتفلين في الأردن كمناسبات الزفاف وعقد القرآن، حفلات المواليد الجدد، حفلات التخرج، أعياد الميلاد والمناسبات الوطنية والدينية.

يرى العديد من الأردنيين الشوكولاتة كرمز للأناقة والفخامة، مما يجعلها خياراً شائعاً تقدم في المناسبات والذكرى السنوية للبلاد والهدايا الشخصية والتجارية. غالباً ما يتم استقبال الضيوف بصناديق شوكولاتة مغلفة بشكل جميل، وأحيانًا تُدرج الشوكولاتة في صواني الحلويات التقليدية مما يبرز مزيجاً رائعاً من الحفاظ على الثقافة والاناقة الحديثة.

الشوكولاتة الفاخرة الانيقة تعتبر خياراً شائعاً لإكرام الضيوف خلال فترة الأعياد كعيد الأضحى وعيد الفطر واعياد رأس السنة الميلادية. التشكيلة الواسعة من النكهات والحشوات التي تتناسب مع المناسبات تطغى على موائد المهنئين بالأعياد بشكل متزايد. تقدم الشوكولاتة مع القهوة العربية رمز الضيافة، والكرم، واحترام الآخرين وتقديرهم.

بالنسبة للأردنيين، يعد تقديم الهدايا وسيلة مهمة للتعبير عن الحب والاحترام والتقدير. أصبحت الشوكولاتة بشكل طبيعي هدية مفضلة للمناسبات التي تحتفل بالعلاقات والصداقة والروابط العائلية كاحتفال بعيد الزواج او عيد الحب او مناسبة خاصة. قد عززت عملية تقديم الشوكولاتة، التي تُعتبر فاخرة ومريحة في نفس الوقت، دور الشوكولاتة كرمز للحب والكرم في الثقافة الأردنية.

مستقبل الشوكولاتة في الأردن ..

من المتوقع أن يستمر حب الشوكولاتة في الأردن في النمو، مع ظهور اتجاهات جديدة حيث يستكشف الأردنيون النكهات العالمية والتركيبات المبتكرة. نظرًا لانفتاح الجيل الأصغر على الاتجاهات والنكهات العالمية. وقد زادت وسائل التواصل الاجتماعي من حب الأردنيين للشوكولاتة، حيث يروج المؤثرون والطهاة والعلامات التجارية للشوكولاتة بجميع أشكالها. فمن المحتمل أن تستمر الشوكولاتة في لعب دور في الثقافة والمطبخ الأردني، وربما تلهم منتجات شوكولاتة محلية جديدة.

مع استمرار الشوكولاتة في إيجاد طريقها إلى قلوب الأردنيين، من الواضح أن هذه الحلوى أصبحت أكثر من مجرد حلوى، إنها رمز للاحتفال والاتصال والاندماج الثقافي. بتصميمات جذابة، ونكهات مبتكرة، وتشكيلات فاخرة، وبمكونات ذات جودة عالية، وبأيدي محلية، الشوكولاتة رافقت كافة المناسبات الخاصة والعامة في الأردن مما جعلها مثالية كهدية للأصدقاء أو العائلة أو حتى كنوع من الترفيه أو للتجربة، ورمزاً لحفاوة استقبال الضيوف فى المناسبات المختلفة والجلسات والأعياد. وهنا الشوكولاتة ستبقى جزء لذيذ من حياة الشعب الأردني.